فصل: الشاهد الحادي والأربعون بعد المائتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.عود مهذب الدولة إلى البطيحة.

ولما انهزم عميد الجيوش أقام بواسط فجمع عساكره لمعاودة ابن واصل ثم بلغه إلى نائب بن واسط بالبطائح قد خرج منها مجفلا فبعث إلى بغداد وبعث بالعساكر وهم بالانتقاض فاستدعى عميد الجيوش مهذب الدولة من بغداد وبعثه بالعساكر في السفن إلى البطيحة سنة خمس وستين وثلثمائة فاستولى عليها واجتمع عليه أهل الولايات وأطاعوه وقرر عليها بهاء الدولة خمسين ألف دينار في كل سنة وشغل عن ابن واصل بتجهيز العساكر إلى خوزستان وطمع في الملك واجتمع عنده كثير من الديلم وأصناف الأجناد وسار إلى الأهواز وسير بهاء الدولة عسكرا للقائه فهزمهم ودخل دار الملك وأخذ ما كان فيها وبعث إلى بهاء الدولة في الصلح فصالحه وزاد في أقطاعه ثم بعث بهاء الدولة العساكر للقائه وسار إلى الأهواز وزحف إليها ابن واصل ومعه بدر بن حسنوية فبعث بهاء الدولة الوزير بالبطيحة فهزمه الوزير ثانية فمضى مع حسان بن محال الخفاجي الكوفي وملك إلى الكوفة وملك البصرة وسار ابن واصل إلى دجلة قاصدا بدر بن حسنوية فبلغ جامعين فأنزله أصحاب بدر وكان أصحاب أبي الفتح بن عنان قريبا منه فكبسه وجاء به إلى بغداد فبعثه عميد الجيوش إلى بهاء الدولة فقتله سنة ست وتسعين وثلثمائة كما مر في أخبار الدولة.

.وفاة مهذب الدولة وولاية ابن اخته عبد الله بن نسى.

ثم توفي مهذب الدولة عبد الله بن علي بن نصر في جمادى سنة ثمان وأربعمائة وكان ابن أخته أبو عبد الله محمد بن نسى قائما بأموره ومرشحا للولاية مكانه وقد اجتمع عليه الجند واستحلفهم لنفسه وبلغه قبل وفاة خاله إلى ابنه أبا الحسن أحمد داخل بعض الجند في البيعة له بعد أبيه فاستدعاه وحمله إليه الجند فقبض عليه ودخلت إليه أمه فخبرته الخبر فلم يزد على الأسف له وتوفي مهذب الدولة من الغد وولي أبو محمد بن نسى مكانه وقتل أبو الحسين ابن خاله الثلاث من وفاة أبيه.

.وفاة ابن نسى وولاية السراني.

ثم توفي أبو عبد الله محمد بن نسى لثلاثة أشهر من ولايته واتفق الجند على ولاية أبي محمد الحسين بن بكر السراني من خواص مهذب الدولة فولوه عليهم وبذل لسلطان الدولة ملك بغداد مالا فأقره على ولايته.

.نكبة السراني وولاية صدقة المازياري.

وأقام أبو محمد السراني على البطيحة إلى سنة عشر وأربعمائة وبعث سلطان الدولة صدقة بن فارس المازياري فنكبه وملك البطيحة وبقي عنده أسيرا إلى أن توفي صدقة وخلص على ما يذكر.

.وفاة صدقة وولاية سابور بن المرزبان.

ثم توفي صدقة بن فارس المازياري في محرم لاثنتي عشرة سنة من ولايته وكان سابور بن المرزبان بن مردان قائد جيشه وكان أبو الهيجاء محمد بن عمران بن شاهين قد تنقل بعد موت أبيه في البلاد بمصر وعند بدر بن حسنويه حتى استقر عند الوزير أبي غالب ونفق عنده بما كان لديه من الأدب.

.عزل سابور وولاية أبي نصر.

ثم إن أبا نصر بن مردان زاد في المقاطعة ولم يبلغها سابور وتخلى عن الولاية وفارق البطيحة إلى جزيرة بني دبيس واستقر أبو نصر في ولايهتما ثم عادت إلى أبي عبد الله الحسين بن بكر السراني.

.عصيان أهل البطيحة على أبي كاليجار.

وبعث أبو كاليجار سنة ثمان عشرة وأربعمائة وزيره أبا محمد بن نابهشاد إلى البطيحة ومقدمها يومئذ أبو عبد الله الحسين بن بكر السراني فعسف بالناس في أموالهم وقسط عليهم مقادير تؤخذ منهم فانجلوا إلى البلاد وعزم الباقون على قتل السراني ونما الخبر إلى السراني فجاء إليهم واعتذر إليهم وأوعدهم بالمساعدة وأشار عليه الوزير بإصلاح السفن حتى زحزحها بحيث لا يتمكن منها ثم وثبوا به فأخرجوه وكان عندهم جماعة من عسكر جلال الدولة محبوسين فأخرجوهم واستعانوا بهم وعادوا إلى الامتناع الذي كانوا عليه أيام مهذب الدولة فتم لهم ذلك ثم جاء ابن المعبراني فغلب على البطيحة وأخرج منها السراني فلحق بيزيد بن مزيد وأقام بها ابن المعبراني سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فزحف إليه أبو نصر بن الهيثم فغلبه عليه ونهبها واستقر في ملكها على مال يؤديه لجلال الدولة.